إنها المأساة - ارشيف موقع جولاني
الجولان موقع جولاني الإلكتروني


إنها المأساة
زرقاء اليمامة – 25\10\2009
أن ألتقيك في زحمة العمر، وأنسج معك أجمل حكاية حب، نعيش تفاصيلها وطقوسها، ونحلم بغد أفضل، ثم تنتهي الحكاية بمأساة. وأن افتح لك أحلامي وأسكن معك في قصر الخيال ثم فجأة ينهار القصر على رأسي. وعندما اخبأ عمري في قلبك، وأملأ حقائبك بأيامي، وأضع سعادتي في عينيك، ثم ألوح لك مودعاً لا حول لي ولا قوة...
وما بالك عندما تصبح لي مع الأيام عيني التي أرى بهما، وهوائي الذي أتنفسه، ودمي الذي أعيش به، ثم أنزفك عند الرحيل دفعة واحدة؟
وعندما أدمن حبك، وأدمن صوتك، وأدمن عطرك، وأدمن وجودك معي، ثم أفتح عيني على غيابك؟
وأن تتحقق لي بعد حلم وألتقيك، بعد أمنية وأن تأتي، بعد انتظار وأن أجدك بعد بحث طويل، ثم استيقظ على زلزال رحيلك عني؟
وكيف لي عندما تفارقين ولا تفارقين، فتصمتين وصوتك يبقى في أذني، وتغيبين وصورتك تبقى في عيني، وترحلين وتبقى أنفاسك في قلبي، وتختفين ويبقى طيفك خلفي يمزقني؟
وأن أغمض عيني فأراك، وأن أخلو بنفسي فأراك، وأن أقف أمام المرآة فأراك، وأن أقرأ رسائلك فأراك، وعندما أعود لواقعي لا أراك؟
وعندما أحاول أن أجمع البقايا خلفك، وعندما أرسم وجهك في سقف غرفتي، وأنا أحاورك كل ليله كالمجانين، فأشد إليك الرحال عند الحنين، ولكن أعود إلى سريري آخر الليل فأبكيك وأبكيك وأبكيك؟
العيد يأتي وأنا وحدي. الربيع يأتي وأنا وحدي. والأمطار تهطل وأنا وحدي. يطرق الحنين بابي وأنا وحدي. ويمضي بي أجل العمر وأنا وحدي.
أليست مأساة أن أراك صدفة وأن يجمعني بك الطريق ذات يوم، فأراك بصحبة غيري، يدك في يده، تنظرين إلي فلا تعرفيني وعمري خلفك يناديك فلا تسمعيه؟
وأن أكتب فلا تصلك كلماتي، وأن اصرخ فلا يصلك صوتي، وأن ألفظ أنفاسي الأخيرة فلا أراك، وأن أموت وأموت وأموت وعندها يصلك نبأ موتي؟
وعندما ادفن لا ترشي لحدي بالماء ولا تنثري الورود عليه، ولكن حاولي ولو لبرهة أن تتذكري أن تحت الثرى قلب مات ألف ألف ألف مرة.